سرطان الثدي

سرطان الثدي … من التشخيص إلى العلاج

احتل سرطان الثدي المركز الأول في قائمة السرطانات التي تصيب النساء حول العالم، ووفقًا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية، يمثل سرطان الثدي حوالي 16% من جميع السرطانات التي تصيب السيدات. أما محليًا، فتثبت الدراسات أن ما يقرب من 34% من السيدات المصريات مصابات بسرطان الثدي.

كل تلك الأرقام تجعله أحد أكثر الأمراض انتشارًا في الوقت الحالي، ومن أشهر الأسباب المؤدية للوفاة. لكن مع التقدم الطبي الهائل في الآونة الأخيرة، توصل الأطباء والباحثون إلى طرق مبتكرة للكشف المبكر عن سرطان الثدي وعلاجه؛ وكانت النتيجة انخفاض نسبة الوفيات بين السيدات المصابة بالمرض إذا تم الكشف عنه مبكرًا.

في هذا المقال سنناقش كل ما يخص سرطان الثدي من أسباب الإصابة ، والأعراض المحتملة، وطرق التشخيص، وسبل العلاج المتاحة. فلنبدأ معًا.

أسباب الإصابة بسرطان الثدي:

تتكون الأورام السرطانية في الثدي نتيجة تكاثر الخلايا بشكل خارج عن السيطرة، فهذا النمو الزائد عن الحد هو ما يسبب سرطان الثدي. لم يتوصل الأطباء بعد إلى دليل طبي مؤكد يفسر نمو الخلايا المفرط، ولكن من المرجح أن تكون للعيوب الجينية دورًا في ذلك.

مراحل سرطان الثدي:

تم تقسيم سرطان الثدي إلى عدة مراحل مختلفة، حسب حجم الورم، ومدى انتشاره إلى الغدد الليمفاوية أو أي مناطق أخرى في الجسم.

  • المرحلة صفر: في أولى المراحل، يبدأ الورم الخبيث في القنوات اللبنية، ولا ينتشر إلى أي من الأنسجة المحيطة.
  • المرحلة الأولى: تتميز هذه المرحلة بحجم الورم الذي يقرب من 2 سم.
  • المرحلة الثانية: يحتفظ الورم بحجمه، ولكنه يبدأ في الانتشار إلى الغدد الليمفاوية المجاورة.
  • المرحلة الثالثة: يزداد المرض سوءًا، يصل حجم الورم إلى حوالي 5 سم، و يستمر في إصابة الغدد الليمفاوية بالجسم.
  • المرحلة الرابعة: في تلك المرحلة المتأخرة، أصبح الورم منتشرًا، وقد يصيب بعض أعضاء الجسم مثل الكبد و المخ و الرئتين.

عوامل الخطر:

قد تكون هناك بعض العوامل التي تزيد من خطر إصابتك بسرطان الثدي، ولعل أهمها هو كونك امرأة! فعلى الرغم من أن سرطان الثدي قد يصيب بعض الرجال أيضًا، إلا أنه أكثر انتشارًا بين النساء.

وامتلاكك لتلك العوامل لا يعني بالضرورة احتمالية إصابتك بسرطان الثدي، فمعظم المريضات أصيبوا بالورم الخبيث فقط لكونهم سيدات. و لكن من أجل صحتك و سلامتك، ننصحك بالتعرف على بعض من تلك عوامل الخطر ومحاولة تجنبها إذا أمكن ذلك.

  • التقدم في العمر.
  • السمنة المفرطة وزيادة كتلة الجسم.
  • التدخين.
  • انقطاع الطمث متأخرًا (أي بعد عمر ال55).
  • العلاج بالهرمونات.
  • البلوغ المبكر(أي قبل 12 عامًا).
  • عدم الحمل وإنجاب طفلك الأول بعد سن الثلاثين.

أعراض سرطان الثدي:

أثبتت الدراسات العلمية و الأبحاث الطبية أن الكشف المبكر عن سرطان الثدي يرفع من نسبة الشفاء إلى 95%. لذلك، الوعي الكامل والدراية الملمة  بأعراض و علامات سرطان الثدي بإمكانهم الحفاظ على حياتك. و من أشهر الأعراض و أكثرهم انتشارًا:

  • ظهور احمرار على سطح الثدي.
  • تراجع الحلمة.
  • تغيرات ملحوظة في شكل أو ملامح الثدي.
  • إفرازات من الحلمة عادةً ما تكون شفافة أو تشبه الدم.
  • ألم مستمر و دائم في الثديين وتحت الإبط.

تشخيص سرطان الثدي:

غالبًا يتم التشخيص بعد شعور المرأة بأي من الأعراض المذكورة سابقًا، أو بعض فحصها الذاتي لنفسها، أو من خلال الكشف في العيادات عند طبيب مختص.

  • فحص ذاتي للثدي:  يجب أن تتوافر لديكِ صورة مفصلة عن شكل الثدي عادةً، وملاحظة أي تغييرات غير مريحة تحدث في أي وقت. ينصح الأطباء بالفحص الذاتي للثدي باستمرار  بعد سن العشرين، وإذا وجدتِ أي دلالات أو أعراض مثيرة للقلق، عليكِ التوجه مباشرةً لطبيبك المختص.
  • فحص الثدي في العيادة: إذا تمتلكي تاريخ عائلي للإصابة بمرض سرطان الثدي، أو معرضة للإصابة به، ننصحك بالذهاب لطبيب مختص للكشف عن الثدي في العيادة مرة كل ثلاث سنوات حتى سن الأربعين. ثم تزداد الزيارات لتصل إلى مرة واحدة سنويًا. ولكن هذا لا يمنع ذهابك للطبيب في أي وقت تلاحظين فيه تغييرات غير مسبوقة في الثدي. أثناء هذا الفحص، يتفقد  الطبيب أي تغييرات في أنسجة الثدي، و بإمكانه اكتشاف أي كتل غير ملحوظة لم تلفتي إليها.
  • تصوير الثدي الشّعاعي (Mammography): من أكثر الفحوصات دقةً للكشف المبكر عن سرطان الثدي، حتى قبل ملاحظة وجود الورم من خلال الفحص الذاتي أو اليدوي في العيادة. ولذلك، ينصح الأطباء بإجراء هذا الفحص بشكل دوري متكرر خاصةً بعد سن الأربعين.
  • خزعة من ورم الثدي: أخذ عينة من أورام الثدي و تحليلها من أشهر الفحوصات المتبعة لمعرفة إذا كان الورم خبيثًا أو لا. و تفيد نتائج تحليل الخزعة الطبيب في وضع الخطة العلاجية، و تحديد مدى الحاجة للتدخل الجراحي.

طرق علاج سرطان الثدي:

تختلف الخطة العلاجية من حالة إلى أخرى، بحسب مرحلة السرطان و مدى انتشاره، و عمر المريضة وصحتها العامة و تفضيلها لطريقة علاجية أكثر من أخرى. و تشمل سبل العلاج الآتي:

1 – التدخل الجراحي: عادةً ما تحتاج مريضة سرطان الثدي إلى تدخل جراحي مباشر، و لكن قد تختلف إجراءات الجراحة من حالة إلى أخرى.

  • استئصال الثدي: تشمل الجراحة إزالة الثدي بالكامل و كذلك الغدد الليمفاوية بالإبط.
  • جراحة الثدي التحفظية: تتميز تلك العملية بإزالة الورم المسبب للسرطان فقط دون استئصال الثدي بأكمله.

2- العلاج الكيماوي (Chemotherapy): يتميز العلاج الكيميائي بقدرته على الوصول لكافة أماكن الجسم، و يستهدف جينات معينة خاصة بالخلايا السرطانية و يمنع نموها بمنع وصول الغذاء إليها من الأوعية الدموية. و قد تحتاج مريضة سرطان الثدي إلى جرعات من المعالجة الكيميائية قبل إجراء العملية من أجل تقليص حجم الورم قبل استئصاله.

3- العلاج بالهرمونات: قد يلجأ طبيبك المعالج إلى هذا العلاج في حالة الإصابة بسرطان الثدي الحساس للهرمونات. وتشمل الأدوية على مكونات علاجية تمنع إفراز هرمون الأستروجين.

الوقاية خير من العلاج. 

بعض التغييرات البسيطة في أسلوب الحياة و الأنشطة اليومية قد تساهم بشكل كبير في تقليل خطر إصابتك بسرطان الثدي. ننصحكِ باتباع نظام غذائي صحي يحتوي على كافة العناصر المفيدة خاصةً الألياف و الإكثار من استخدام زيت الزيتون. ممارسة الرياضة بانتظام ،والامتناع عن شرب الكحوليات مفيدان أيضًا لتجنب الإصابة بسرطان الثدي. حافظي على صحتك و استشيري طبيبك المعالج فورًا إذا لاحظتي أيًا من الأعراض المذكورة سابقًا أو شعرتي بوجود كتل مريبة أثناء الفحص الذاتي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *