عملية الساسي المعروفة باسم عملية التقسيم الثنائي أو ثنائي التقسيم (single anastmosis sleeve ileum bypass) هي أحدث عمليات علاج السمنة المفرطة كما تعد طفرة في مجال جراحات السمنة لأنها عبارة عن دمج بين عمليتين جراحيتين هما تكميم المعدة وتحويل مسار المعدة مع الاستفادة بمميزات كلًا منهما ولكن بمضاعفات أقل بكثير من كل منهم على حدة.
سُميت عملية الساسي بالتقسيم الثنائي لأنها تفتح طريقين للطعام المستهلك للحصول على أقصى استفادة منه بدون خوض تجربة زيادة الوزن.
ولكن ما هي عملية الساسي؟ كيف تتم، وما هي مميزاتها وأضرارها؟ هذا ما سنتناوله في المقال الآتي.
ما هي عملية الساسي؟
هي تطور لعملية تحويل مسار المعدة (Gastric bypass) فمنذ سنوات عديدة كانت المشكلة الرئيسية بالعملية هي تحويل مسار الطعام لتخطي جزء كبير من الأمعاء للمساعدة على فقدان الوزن الزائد مما أدي إلي تعرض المرضي لمشاكل سوء التغذية ونقص الفيتامينات والمعادن بالجسم. ولكن في عام 2007 استطاع أحد الجراحين الأسبان بتطوير العملية الجراحية لجعلها أكثر أمانًا بدون مشاكل التغذية بعد العملية.
كيف تتم عملية الساسي؟
تُجري عملية الساسي عن طريق استخدام المنظار الجراحي لعمل ثلاث فتحات صغيرة لا تتعدى الـ 2 سم وذلك لدخول المنظار والأدوات الجراحية. تجمع عملية الساسي بين عمليتي تكميم المعدة وتحويل مسار المعدة حيث يقوم جراح السمنة المختص باستئصال جزء من المعدة كما في التكميم لتحويل المعدة إلى شكل موزة وبذلك يمكن التخلص من 70% من الحجم الكلي للمعدة وتقليل كميات الطعام خلال اليوم بكل سهولة.
ومن ثم يقوم الجراح بتحويل جزء من المعدة المكممة إلي الأمعاء مباشرة دون المرور على الإثني عشر وبذلك يمكن تقليل امتصاص الدهون والسكريات من الطعام المستهلك وإجبار الجسم على استهلاك وحرق الدهونة المتراكمة بالجسم نفسه.
ولكنها تسمى ثنائي التقسيم لقيام جراح السمنة أثناء العملية الجراحية بفتح طريقين للطعام فحوالي 30% من كمية الطعام تمر بالمسار الطبيعي للهضم (المرئ- المعدة- الإثنى عشر- الأمعاء) لتوفير الفيتامينات والمعادن التي يحتاج الجسم إليها، بينما يمر 70% من الطعام بالمسار المحول من المعدة للأمعاء مباشرة للحد من كمية الدهون والسكريات لتجنب مشكلة زيادة الوزن.
وبذلك يمكن للمريض فقدان الوزن الزائد بفعالية وآمان مع أقصي استفادة من العملية وأقل مضاعفات بعد جراحة السمنة المفرطة.
من المرشحين لعملية الساسي؟
عملية الساسي كغيرها من العمليات الجراحية لعلاج السمنة بالمنظار ليست مناسبة للجميع فيجب أن يتوافر بك بعض الشروط في حالة اتخاذ قرار إجراء العملية، ومن هذه الشروط:
- أن يزيد مؤشر كتلة الجسم لديك عن 35 كجم/م2
- يتراوح عمرك بين 18 إلي 65 عامًا
- تعاني من مرض السكر من النوع الثاني مع عدم القدرة على ضبط مستوى السكر بالدم باستخدام الأدوية العلاجية والحمية الغذائية.
- تواجه مشكلة متلازمة الأيض (Metabolic syndrome) وهي عبارة عن ظهور بعض من مضاعفات السمنة على المريض مثل: ارتفاع ضغط الدم، ارتفاع الدهون الثلاثية بالدم، تكيس المبايض عند السيدات، وزيادة محيط الوسط.
- فشلت في الالتزام بالحمية الغذائية نتيجة للشراهة نحو السكريات.
ما الفرق بين عملية الساسي وعمليتي تكميم المعدة وتحويل مسار المعدة؟
1- الساسي وتكميم المعدة
علي الرغم من شهرة عمليات التكميم وفعاليتها الفائقة في مساعدة مرضى السمنة المفرطة على الوصول للوزن المثالي تواجه العملية مشكلة في حالات مرضي السكر من النوع الثاني حيث أنها تعمل على الحد من كميات الطعام والسيطرة على الإحساس بالجوع فقط، ولكن مع إمتصاص الدهون والسكريات التي يتناولها المريض خلال اليوم؛ لذلك يحتاج المريض بعد العملية لمراقبة نوعية الطعام بشكل دقيق للحفاظ على نتائج العملية بشكل دقيق.
2- الساسي وتحويل مسار المعدة
على عكس تكميم المعدة عمليات تحويل مسار المعدة لها قدرة فائقة في تنظيم مستوي السكر بالدم لمرضي السكر من النوع الثاني كما يمكنها علاج مشاكل متلازمة الأيض ومضاعفات السمنة ولكن نتيجة لتحويل مسار الطعام وإلغاء جزء كبير من الأمعاء يحتاج المريض للالتزام على أنواع معينة من الأدوية الطبية لتعويض المعادن والفيتامينات التي يفقدها الجسم نتيجة لعدم امتصاص الدهون من الطعام حتي لا يختبر مشكلة سوء التغذية.
لذلك تُعتبر عملية الساسي طفرة علمية في مجال جراحات السمنة حيث أنها استطاعت بجراحة واحدة أن تُكسب المريض مميزات تكميم المعدة من حجم معدة أصغر مع مميزات تحويل مسار المعدة في قدرتها على علاج مرض السكر من النوع الثاني ومضاعفات السمنة بالإضافة إلي تجنب مشكلة امتصاص المعادن والفيتامينات عن طريق مرور جزء من الطعام بالمسار الطبيعي للهضم.
ما المتوقع بعد عملية الساسي؟
بعد الخضوع لعملية الساسي يمكنك مغادرة المستشفى بعد يوم واحد من العملية مع اتباعك لبعض الإرشادات الطبية البسيطة فمثلًا:
- في الأسبوع الأول تتبع النظام السائل في الطعام عن طريق الحصول على ما يحتاجه الجسم من عناصر غذائية عن طريق السوائل والعصائر.
- بينما في الأسبوع الثاني يمكنك الإنتقال إلي تناول الوجبات الخفيفة مثل منتجات الألبان. وخلال ستة أسابيع تعود لنظام الطعام الطبيعي.